رضيت يارب

أتذكر يومًا عندما كنت في السادسة من عمري كنت أجلس ومجموعة من الأطفال أنا أصغرهم عمرًا في حجرة صغيرة تتزاحم فيها انفاسنا نأخذ درسًا عند معلمة في بيتها.. وكانت المعلمة تقول كلمات عربية ونردد خلفها .. ولان صوتنا خافت من التعب وقلة الهواء اقترحت علينا المعلمة أن أعلى صوت سينصرف أولا .. فبدأت أرفع صوتي .. وفي كل مرة كان صوتي يخرج أعلى .. أسأل نفسي ما المانع أن أرفع صوتي أكثر في المرة القادمة ..وتخيلت حينها أنني يمكنني أن أرفع صوتي إلى ما لا نهاية وعزمت على ذلك فعلا لولا أن المعلمة ابتسمت لي وقالت انصرف.

بعض الأشياء لا يوجد لها سقف.. فالطموح مثلا ليس له سقف .. كلما وضعت لنفسك سقف تريد أن تصل إليه وتصل إليه فعلا تجد أن هناك سقف آخر يظهر أمامك وتريده..

والثراء مثلا ليس له سقف .. فسقف الثراء من سقف الأرقام والأرقام ليس لها سقف..

وكثيرًا ما تسمع ذلك السؤال: لماذا يعمل فلان بعدما أصبح عنده كل هذه الأموال؟ الاجابة بسيطة لقد رأى أنه يمكنه جمع المزيد فأراد جمع المزيد.

واسمع إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال (لو أن لابن آدم واديًا من ذهب أحب أن يكون له واديان, ولن يملأ فاه إلا التراب, ويتوب الله على من تاب)

ولما كان الانسان يبحث دائمًا عن سقف يستريح عنده .. سقف لمستواه المادي .. أو سقف لعلمه مثلا ولا يجد, فانظر إلى وعد الله سبحانه وتعالى لنبيه في الآخرة في سورة الضحى .. (ولسوف يعطيك ربك فترضى).

سيعطيك ربك يا محمد حتى تقول رضيت لا أريد أقل أو أكثر رضيت يارب واستراحت نفسي.. هذا هو السقف.

لذا فسقف كل شيء هو الرضى.. وذلك من الأدلة عندي على أن الحياة عادلة .. فلو أن الله أعطى فقير رغيف خبز ورضى به وأعطى آخر الدنيا كلها فرضي بها فقد تساوى الاثنان.

( وارض بما قَسَمَ اللهُ لك تكن أغنى الناس…)
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

Facebook : ABD EL RAHMAN SAEED

أضف تعليق